ازدحام الذات
لوحدتي حضور يؤنسني، و شفاه تملؤني بثرثرة صمتها؛ فيغدو الفكر في رأسي محبرة لمئات الأقلام..
لستُ وحيدا.. حين أتعثر و أهوي، ينتشلني إصراري ليستمرّ على الدرب خطوي. و حين يحضن النعاس جفني، يهدهدني حلمي حتى أنام..
لستُ وحيدا.. إني ذوات في ذات واحدة، ذوات متحابّات متآزرات، ينسجن شرنقة و جودي، و يطعمنني فيتامين الصّبر و الاحتمال..
و ذواتي في البناء ماهرات؛ يتقنّ رصْفَ الحجر لترتفع مناعتي مثل الجدار..
لستُ وحيدا.. إني أعجّ بالصخبِ، بالوجوهِ، بدفقِ الشعور في أوردتي حين يزفني - في حضرة الصّمت - همسُ الأسرار..
لستُ وحيدا.. و لا أحتاج وجوها تُسقط من حولي أقنعة لتلبس أخرى؛ ليتها - ولو لمرّة - تمحو عن صفحتها زيفَ الألوان..
اتركوني لازدحامي.. تكفيني ذواتي اللاتي يتفرّعن من ذاتي الكبرى؛ نقيّة هي روحها مثل المرآة؛ تعكسني وجوها و قلوبا تنصهر في انسجام..
لستُ وحيدا.. فاتركوني.. لازدحام الذات..