السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
مقالة للدكتور محمد العوضي اعجبتني فاردت ان انقلها لكم لتستفيدوا منها في فن الدعوة و في الحياة كلها...
-شاب مستدير الوجه ، ممتلىء الخدين ، يعلوهما شعر خفيف ، باسم المحيا ، متوسط القامة ، هادىء الطبع لقيته في ساحة مسجد الهلتون في جدة ، و بعد تبادل التراحيب قال : هل تذكرني ؟ قلت : لا ، قال : اتعرف مريام الامريكية الفتاة التي ماتت في رمضان و بعدها عرضت مقابلتك معها في قناة " الراي" ثم اعادتها " اقرا".. ، قلت : رحمها الله ، كانت مثلا لصادقي الايمان، قال: انا السعودي الذي ذكرته مريام في مقدمة حلقتك و قام بارسال سورة ( مريم) اليها عبر "النت" و اسلمت على يدي و للله الحمد ، ثم كشف لي عن صفحات مشرقة لحياة مريام لا اعرفها سيكتبها لي صاحبنا الشاب
- و علمت انه يعمل مضيفا في الخطوط الجوية السعودية . بعد اللقاء بيوم جمعنا غذاء مع المضيف في منزل صديقنا و الصديق القديم و الدائم للقنصلية الكويتية في جدة " حسام القحطاني "، فسألته: اذكر لنا من الاحداث التي مرت بك بين الارض و السماء ، فسرد عدة حوادث اروي احداها للعبرة ، و لنعلم ادب النصح بل وقت توصيل الرسالة ،و طلب المضيف عدم ذكر اسمه و لا اسم الفنان الخليجي ، لكن المضيف نسي ان مقاطع الغناء و التي استشهد بها في القصة تدل على الفنان المعروف!!
- قال المضيف الشاب : في عام 2006 كنت على احدى رحلات الخطوط الداخلية ، و انتبهت لوجود الفنان معنا على الرحلة و كان جالسا في اول كرسي من الطائرة بالدرجة الاولى و برفقته احد اصدقائه ، فقلت في نفسي لم لا اقدم له نصيحة من يحب له الخير، و من تجربتي كنت كلما اردت ان اكلم انسانا لادعوه اجد صعوبة على نفسي في بادىء الامر و لكن بمجرد ان انوي ذلك بصدق اجد ان الله ييسر لي الامر ، اقلعت الطائرة و بدانا بتقديم الخدمات و كنت اثناء ذلك اقول في نفسي : كيف ابدا و ماذا ساقول ، ففكرت و قلت الله يعين و بعد ان انتهينا من الخدمة استأذنت مشرف الطائرة ان اذهب لاكلم الفنان(...) فقال لي :ايوه روح كلمه يمكن الله يهديه فشجعني ، رحت للفنان و سلمت عليه و قلت له : يا بو عبد الله و الله اني من اكبر المعجبين بك فطالعني و هو مبتسم و كأن لسان حاله يقول " و الله انه و راك مصيبة يا المطوع " و قال : حياك ، فقلت: ودي اكلمك على انفراد ، قال كلمني هنا لاني و الله تعبان ما فيني اقوم و هنا تدخل صاحبه و قال: فعلا ابو عبد الله تعبان و لكن ايش رايك تجلس مكاني و انا راح اجلس في الخلف و كلمه براحتك، شكرت الرجل ، و هنا بدا الحوار ، قلت: انا من صغري و انا متابع اعمالك و حتى كنت اقلدك دائما حتى اني مرة في سورية شاركت في مسابقة ضمن حفلة للعوائل و فزت بالجائزة الاولى و قتها غنيت اغنية لك و كانت " رهيب"
و هي في اوج شهرتها ، و هنا حتى الفت انتباه الفنان اكثر فقلت له : ويش رايك ..تحب اسمعك مقطعا من هاالاغنية؟ قال لي : تفضل فبدات اغني له .. و طبعا لاني كنت اغني قدام صاحب الاغنية فلازم اجتهد علشان تطلع الاغنية باحلى صورة ، و هذا الي صار ، بل اني كنت اغني و اناظر فيه و كأني اتغزل ، و اندمج الرجل و لما انتهيت و انبسط كثيرا قال لي : انت تملك خامة صوت كويسة ، ليش ما كملت اكيد كنت راح تواصل ، فقلت له : بصراحة انا ما لقيت نفسي بالاغاني!! استغرب و قال لي : اجل وين لقيت نفسك ؟ قلت : لقيت نفسي في قراءة القران ، هنا تفاجأ و تغيرت الجلسة و بدا الحوار ياخذ شكلا ثانيا ، قلت : يا بو عبد الله انا مثل ما سمعتك مقطع لاغنيتك ودي اسمعك آيتين من القران و عطني رايك ، قال لي : اتفضل ، فبدات بقراءة الايات من سورة الحشر من الاية 18
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون )... الى اخر السورة و سبحان الله في تلك الساعة ربنا يسر لي و رتلت ترتيلا ما اتذكر اني رتلت مثله من قبل و لما انتهيت و رفعت راسي رأيت الثأثر باديا عليه و الدموع نزلت من عينيه ، فعلق قائلا: تصدق فعلا صوتك و انت تقرا القران احسن من صوتك و انت تغني ، و حاول ان يغير الموضوع و قال : انت قرات بمقام كذا و كذا فقلت له : و الله انا ما افهم بالمقامات و لكن لما اقرا ،القراءة تخرج من قلبي فسكت شوي ، فقلت له: الحقيقة انا ما زلت معجبا بصوتك و لكن الان محروم منه، قال لي : ليش ، قلت : لاني بطلت اسمع اغاني ، قال : يعني تبغي تفهمني ان الاغاني حرااام ، قلت : و الله ماني عالم و لا مفتي و لكن انا اقولك ايش كان يصير فيني لما كنت اسمع الاغاني ، قال : ويش كان يصير فيك؟ فقلت : انا يوم كنت اسمع اغانيك بعدها احاول أعاكس او ادور على علاقة حب عابرة و شهوانية مع بنت او.. او..، قال : هذا اكيد انت بس ، قلت : لا !!!! ترى و الله شباب و بنات كثير ضايعين بسببك ، بدا لون الفنان يتغير ، قلت: و ازيدك من الشعر ، قال و هو مذهول : خير ، قلت : عمرك شفت واحد يغني و هو قاعد يصلي ، قال لي و هو مستغرب : كيف!!قلت : انا في مرة كنت اصلي صلاة الظهر تخيل و انا اقرا الفاتحة الا و أحد المصلين ناسي جواله شغال ، الا و ذيك النغمة و كانت نغمة اغنية كنت أحفظها فلا اراديا وقفت قراءة الفاتحة و صرت اغني الاغنية الاغنية من قلبي بدل ما اقرا القران ، قلت تدري بو عبد الله لمن كانت الاغنية ، قال لي و هو مفجوع : لمين ؟؟؟؟ قلت: كانت هذه اغنيتك( ما هي ها اليلة و بس) و هنا صمت و احسست اني قسيت عليه شوي فقلت : بس تدري و الله ، و الله اني ما زلت معجبا بصوتك، و انت فيك خير كثير فيا ليت تنزل لنا كاسيت قران بصوتك العذب و انت تقرا كلام الله ، و مثل ما انت منزل لاهل الاغاني و الطرب هالاغاني و ياكثرها ، احنا نبغي و لو شريط واحد ، تردد و قال : ما دري و الله صعبة ، قلت : اذا صعبة اقل شيء سجل لي بصوتك تسجيلا خاصا بي علشان انا ما زلت معجبا بصوتك قال : ان شاء الله ادعولي.
- هنا انتهى الحوار و جآنا واحد من الزملاء الملاحين و قال للفنان لا يكون المطوع حقنا غثك ، الا الفنان يربث على كتفي و يقول له : لا !! حبيب حبيب و اخذت صورة للذكرى معاه و قلت له سامحني اتمنى ما اكون ثقلت عليك، قال لي: ابدا انا سعيد بكلامك معاي و سلمنا على بعض وودعته مع امنياتي له باكبر نجاح الذي يرجع عليه و على امته
- تأملوا تسلسل القصة ، و اسلوب الدعوة الحكيم و قارنوه مع دعاة التغيير و الغلطة الذين صدوا الناس عن الدين باسم الدين.
( لا ادري ان كان هذا المقال في مكانه هنا ان اخطات فاعتذر و لكم ان تنقلوه في مكانه المناسب)..